أخبار العالم

مخاوف في الصين من انخفاض عدد السكان للعام الثاني

للسنة الثانية على التوالي، تنخفض أعداد المواليد في الصين انخفاضًا قياسيًّا،  في استمرار لمنحى التراجع السكاني، وفقًا لصحيفة “الجارديان” البريطانية.

وفي تقارير لشبكة رؤية الإخبارية، أسهمت سياسات الحكومة على مدار سنوات في انخفاض تعداد المواليد، مع اتباع سياسة الطفل الواحد، لكن ذلك لم يكن العامل الوحيد، إذ أن هناك عوامل صحية وطبية، وأخرى اجتماعية، رافقت تحسن المستوى المعيشي بشكل ملحوظ على مدار العقود الماضية، فما أبرز هذه العوامل؟

تراجع عدد السكان بمقدار 2.75 مليون

ذكر المكتب الوطني للإحصاء أن إجمالي عدد السكان في الصين انخفض بمقدار 2.75 مليون أي بنسبة 0.2٪ ليصل عدد السكان إلى 1.409 مليار في عام 2023، متجاوزًا ما تم تسجيله في 2022، وهو العام الذي بدأ فيه منحى الهبوط.

قُدّر التراجع خلال عام 2022 بحوالي 850 ألف نسمة حيث بدأت أعداد السكان في التراجع للمرة الأولى منذ الوفيات الجماعية في المجاعات في عهد ماو (المجاعة الكبرى 1959 و1961)، ووفقًا لما نقلت صحيفة “الجارديان” البريطانية، اليوم الأربعاء 17 يناير 2024.

ارتفع إجمالي الوفيات بنسبة 6.6%

في عام 2023، ارتفع إجمالي الوفيات بنسبة 6.6% إلى 11.1 مليون، مع وصول معدل الوفيات إلى أعلى مستوى منذ الثورة الثقافية عام 1974، حسب تقرير الصحيفة البريطانية.

في ذات التوقيت، انخفض عدد المواليد الجدد بنسبة 5.7% ليبلغ العدد 9.02 مليون. وكان معدل المواليد هو الأدنى على الإطلاق، حيث بلغ 6.39 ولادة لكل 1000 شخص، بانخفاض عن معدل 6.77 في عام 2022.

شيخوخة السكان

لعقود سعت الصين للسيطرة على عدد السكان، وكانت سياستها في هذا الصدد ناجعة إلى حد كبير، إلا أنها واجهت معضلة أخرى، وهي “شيخوخة السكان” حيث انخفض معدلات المواليد وانخفضت الوفيات مع تحسن الصحة العامة، وأنظمة الرعاية الطبية.

بالإضافة إلى السياسات الحكومية، مثل سياسة “الطفل الواحد”، ساهمت أيضًا الاتجاهات الاجتماعية لدى الأجيال الصاعدة في تراجع تعداد السكان، وتتجلى هذه الاتجاهات في الميل لعدم الإنجاب، أو حتى عدم الزواج. ويعزو البعض عزوف النساء عن الولادة إلى ارتفاع تكاليف المعيشة، ومحدودية الدخل المقدم للنساء في الوظائف.

أزمة ديموجرافية

تجاوزت الهند الصين العام الماضي في تعداد السكان، حيث أصبحت أكبر دولة، من حيث عدد السكان حسب تقديرات الأمم المتحدة.

يخشى المسؤولون الصينيون التأثير الذي قد تخلفه هذه “القنبلة الديموجرافية الموقوتة” على الاقتصاد، مع زيادة تكاليف رعاية المسنين والدعم المالي لكن يهدد ذلك تقلص عدد السكان من دافعي الضرائب العاملين.

ذكرت صحيفة “جلوبال تايمز” أن خبراء الديموغرافيا اقترحوا مزيد من الإصلاحات لسياسات رفع مستويات الخصوبة، وتعاني الإدارات المحلية في الصين، من نقص في الميزانية بعد سنوات من تشغيل منظومة القضاء على كوفيد الذي تتطلب موارد كبيرة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى