أخبار العالم

العودة إلى «طاولة جدة».. عام على الحرب في السودان

يعاني السودان منذ اندلاع الحرب بين الجيش السوداني وقوات الدعم السريع في أبريل 2023 من وضع إنساني بالغ التعقيد.

وحسب تقرير لمركز فاروس للاستشارات، فقد شهد السودان تشريدًا جماعيًا لملايين السكان، وقتل أكثر من 12 ألف شخص ونزوح حوالي 7 ملايين شخص داخل البلاد، مما يجعلها أكبر أزمة نزوح في العالم.

فشل جهود إنهاء الحرب

تضاءلت فرصة إنهاء الحرب الدائرة في السودان، وسط مخاوف متزايدة من تحولها إلى حرب أهلية بعد تزايد الدعوات من أجل التعبئة الشعبية للقتال إلى جانب الجيش السوداني ضد قوات الدعم السريع.

وذلك مع فشل كافة الجهود الدبلوماسية التي قادتها مصر من خلال قمة دول الجوار، وجهود المملكة العربية السعودية عبر “منبر جدة” وفشل مبادرة “إيجاد” الأولى بعد رفض السودان لفكرة التدخل العسكري، وجعل الخرطوم منطقة منزوعة السلاح.

عام-على-الحرب-في-السودان (1)

وأخيرًا وعقب إعلان الحكومة السودانية تجميد عضويتها في الهيئة الحكومية للتنمية “إيجاد”، ورفضها لأي مقترحات للتسوية من طرفها مشككة في حيادها وحياد بعض قادة دول المنظمة وانحيازهم لصالح قوات الدعم السريع.

مؤتمر باريس

من أجل كسر الصمت المحيط بالحرب في السودان ودفع المجتمع الدولي للتحرك من أجل الوضع الإنساني في السودان عقدت باريس مؤتمرًا دوليًا في الذكرى السنوية الأولى لبدء الحرب في السودان.

وذلك من أجل تحسين الأوضاع الإنسانية من خلال تعبئة الموارد المالية لجمع ملياري يورو من الدول المانحة، خاصة فرنسا وألمانيا ودول الاتحاد الأوروبي، إلا أن الخارجية السودانية استنكرت انعقاد مؤتمر بشأن السودان دون التشاور أو التنسيق مع حكومتها ودون مشاركتها، واصفة المؤتمر بأنه استخفاف بمبدأ سيادة الدول.

عودة إلى منبر جدة

بعد أشهر من تعليق مفاوضات السلام، من المقرر أن تعود الأطراف المتحاربة، الجيش والدعم السريع، إلى منبر جدة خلال مايو الجاري في ظل تضاعف المأساة وارتفاع عدد النازحين داخليًا وخارجيًا إلى قرابة 9 ملايين شخص بينهم مليون شخص تخطوا الحدود.

ومن المتوقع أن تضم الجولة المترقبة دخول كل من مصر والإمارات كأعضاء جدد في منبر جدة، وهو ما قد يعد مؤشرًا إيجابيًا في ظل موافقة كلا الطرفين على اعتبار منبر جدة هي الآلية الأنجح لتسوية الصراع في السودان من قبل القوى المتصارعة وتزايد الضغوط الدولية على كافة الأطراف الفاعلة من أجل وقف إمداد القوى المتحاربة بالدعم سواء العسكري أو المادي.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى