رحيل نظام الأسد عن حكم دمشق، يضع سوريا أمام سيناريوهات عدة، خاصة أن التنظيمات التي رفعت السلاح في وجه بشار الأسد، متعددة الاتجاهات والأيديولوجيات وحتى في تحالفاتها الخارجية.
وإن كان البعض قد ربط مشهد تساقط المدن السورية أمام زحف التنظيمات المسلحة بأحداث حركة طالبان في أفغانستان التي استولت على السلطة في كابول دون معارضة مسلحة، لكن القصة لم تنته بعد، فالحركة المسلحة هناك لا تتمتع بالشرعية الدولية بعد، بحسب شبكة رؤية الإخبارية.
تجربة طالبان
السياسي الإيراني، صلاح الدين خديو، كتب في صحيفة آرمان امروز، اليوم الاثنين 9 ديسمبر 2024، حول مستقبل سوريا، أن دمشق تمر بلحظات مخيفة وتحبس الأنفاس، لأن الوضع هناك أشبه بأحداث طالبان أفغانستان عام 1992 حينما استقال رئيس أفغانستان الشيوعي محمد نجيب الله، ولكن الحرب الأهلية قد اندلعت بعدها.
وأوضح الخبير الإيراني، أن الوضع في سوريا الآن لا يشبه طالبان عام 2021 حينما عادت الحركة المسلحة بسهولة إلى العاصمة كابول، ولا تزال مهيمنة هناك إلى الآن.
وأضاف خديو، أن الجولاني قد دخل دمشق، لكنه لا يملك سيطرة كاملة على كافة الجماعات المسلحة داخل سوريا، خاصة أن القوى المتنفذة لا تزال قادرة على تحريك اللعبة هناك، وهو ما يمكن أن يفرز شخصيات منافسة للجولاني، وكذلك هناك المناطق الساحلية العلوية التي يمكن ألا يكون نقل السلطة فيها سهلًا.
مخاوف إقليمية
السياسي الإيراني، عبد الرضا دوري، كتب في صحيفة آرمان ملي، اليوم الاثنين، أن ما سيحدث في مستقبل سوريا يعتمد على تصرفات إسرائيل وتركيا. إذ تسعى كلتا القوتين المجاورتين إلى تأمين مصالحهما الأمنية والاقتصادية داخل سوريا. خاصة مسألة الأكراد بالنسبة لتركيا، ومسألة الجولان بالنسبة لإسرائيل وكذلك قطع طرق الإمداد بين إيران وحزب الله اللبناني عبر أراضي سوريا.
وأضاف الخبير الإيراني، أن إيران ستكون أكثر انطواءً على سوريا في المرحلة الحالية، وأنها ستركز على المناطق المحيطة بها. لكن هناك قوى إقليمية ستقلق من صعود حكومة موالية لتركيا في دمشق.
تريث أمريكي
محلل القضايا الدولية، أمير علي أبو الفتح، في صحيفة آرمان ملي، أشار إلى أن الأمريكيين يعلنون دائمًا أنهم لا دور لهم في الوضع الحالي، لكنهم في الحكومتين الديمقراطية والجمهورية، اتخذوا دائمًا إجراءات ضد الحكومة السورية الراحلة.
وأضاف السياسي الإيراني، إن سرعة التطورات في المنطقة عالية جدًا لدرجة أننا لا نستطيع التنبؤ بأي شيء حقًا. وربما لم يتوقع الأمريكيون التغيرات السريعة في سوريا وسقوط دمشق. وسوف ينتظرون ليروا ما هو النهج الذي ستتبعه المجموعة الحاكمة الجديدة. فإن نوعية العلاقات التي ستقيمها السلطة الجديدة مع شعبها، والبرنامج الذي ستضعه على جدول أعمال السياسة الخارجية، هو أمر مؤثر في نظر أمريكا.
وأوضح، أن السلطة الجديدة إذا استمرت في دعم المصالح الأمريكية، ولا تشكل خطراً على إسرائيل، ولا تنخرط في التطرف، وتتفاعل مع الأكراد السوريين، وتقطع العلاقات مع إيران، ولا تسمح بتحركات محور المقاومة، فإنها تستطيع جذب انتباه واشنطن، ولكن إذا أرادوا التصرف بشكل مختلف، فسوف يواجهون برد فعل أمريكا.