أخبار العالمحوادثرياضةصحةفن

يونغشو.. جزيرة غيرت موازين القوى في بحر الصين

يعد بحر الصين الجنوبي واحدًا من أكثر المناطق البحرية أهمية على المستوى العالمي، سواء من الناحية الاستراتيجية أو الاقتصادية.

ومع تصاعد التوترات بين الدول المطلة عليه، تبنت الصين خطوات شاملة لتعزيز سيطرتها على هذه المنطقة الحيوية. هذه الخطوات، التي تجمع بين تطوير البنية التحتية والقدرات العسكرية والدبلوماسية، أحدثت تحولًا كبيرًا في ميزان القوى الإقليمي، حسب شبكة رؤية الإخبارية.

تطوير الجزر الاصطناعية

بحسب صحيفة “ساوث اتشينا مورنينج بوست” في تقرير لها نشر الاثنين 25 نوفمبر 2024، فإن من أبرز استراتيجيات الصين في بحر الصين الجنوبي هو بناء الجزر الاصطناعية في المناطق المتنازع عليها.

أبرز مثال على ذلك هو شعاب “يونغشو” (Fiery Cross Reef) الواقعة ضمن جزر سبراتلي، في عام 2014، بدأت الصين مشروعًا واسع النطاق لتوسيع هذه الشعاب الصغيرة، لتتحول من بقعة ضئيلة بالكاد تعلو سطح البحر إلى جزيرة ضخمة مجهزة بمنشآت متقدمة.

هذا المشروع رفع مساحة الشعاب مئات المرات، حيث أصبحت الجزيرة بحجم مماثل لجزيرة مانهاتن في نيويورك، ومع إضافة مدارج للطائرات وموانئ بحرية ومراكز عسكرية، أصبحت يونغشو واحدة من أبرز القواعد الاستراتيجية للصين في المنطقة.

تحسين الاستجابة للطوارئ البحرية

أدى إنشاء مراكز متطورة على الجزر الاصطناعية إلى تحسين كبير في قدرة الصين على التعامل مع الحوادث البحرية، تشير دراسة حديثة إلى أن الصين خفضت متوسط زمن الاستجابة للحوادث الطارئة في بحر الصين الجنوبي إلى 15.54 ساعة فقط، بعد أن كان يتجاوز 33 ساعة في الماضي.

هذا التحسن يعزز قدرة الصين على تقديم المساعدات البحرية بسرعة، ما يمنحها ميزة واضحة مقارنة بالدول الأخرى المطلة على البحر، مثل ماليزيا والفلبين وفيتنام، التي كانت تتمتع بأوقات استجابة أسرع سابقًا.

جزيرة يونغشو

تعزيز البنية التحتية العسكرية والمدنية

إلى جانب تحسين زمن الاستجابة، أنشأت الصين منشآت تدعم عملياتها العسكرية والمدنية في المنطقة، على سبيل المثال، يضم مركز الإنقاذ في شعاب يونغشو أسطولًا من السفن والطائرات المجهزة للتعامل مع حالات الطوارئ، بالإضافة إلى غواصين مدربين.

هذه المنشآت ليست فقط للدفاع أو الإنقاذ، بل تعزز أيضًا قدرة الصين على مراقبة الأنشطة البحرية، بما في ذلك حركة السفن التجارية والعسكرية في المنطقة.

الأهمية الاقتصادية والاستراتيجية للمنطقة

يمثل بحر الصين الجنوبي ممرًا بحريًا بالغ الأهمية للتجارة العالمية، حيث تمر عبره تجارة سنوية تقدر قيمتها بتريليونات الدولارات، بالإضافة إلى ذلك، يعتقد أن البحر يحتوي على احتياطيات كبيرة من النفط والغاز الطبيعي، إلى جانب كونه أحد أغنى المناطق بالموارد السمكية.

الصين، من خلال تعزيز وجودها في البحر، تسعى إلى ضمان السيطرة على هذه الموارد وحماية مصالحها الاقتصادية، إلى جانب تعزيز أمنها القومي.

القوة الناعمة والدبلوماسية

رغم طابعها العسكري، تبنت الصين أيضًا سياسات تعزز دورها الإنساني في المنطقة، فقد قامت بعمليات إنقاذ لعدد من السفن المتضررة، بما في ذلك إنقاذ سفينة شحن بانامية في مارس 2023، وسفينة أجنبية أخرى في سبتمبر من نفس العام.

هذه الخطوات ساعدت الصين على تحسين صورتها كدولة مسؤولة تسعى لدعم السلام والاستقرار في المنطقة، على الرغم من الانتقادات الدولية لسياستها في بناء الجزر الاصطناعية وفرض سيطرتها.

التحديات التي تواجه الصين

رغم نجاحاتها، تواجه الصين تحديات كبيرة في المنطقة، الدول المجاورة، مثل فيتنام والفلبين، تطالب بالسيادة على بعض الجزر، ما يؤدي إلى تصاعد التوترات.

كما أن الولايات المتحدة ودول غربية أخرى تنتقد سياسات الصين، وتتهمها بمحاولة عسكرة المنطقة وانتهاك القوانين الدولية.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى