قالت الدكتورة عقيلة دبيشي، مدير المركز الفرنسي للدراسات، إن زيارة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمملكة العربية السعودية، جاءت كزيارة دولة تعكس أهمية العلاقات بين باريس والرياض، وتأكيدًا على التزام فرنسا بتعزيز شراكتها مع المملكة.
أعلى درجات الدبلوماسية
وأضافت دبيشي، في تصريحات خاصة لـ”سبق صحفي” أن اختيار أعلى درجات الدبلوماسية لهذه الزيارة يدل على رغبة فرنسا في تعزيز الثقة المتبادلة وتوسيع التعاون في مختلف المجالات، سواء الاقتصادية أو السياسية، كما أنها خطوة استراتيجية لتعزيز مكانة فرنسا كلاعب دولي في المنطقة.
وعن أهداف هذه الزيارة أوضحت مدير المركز الفرنسي للدراسات، أن الزيارة بالتأكيد لها أهداف عديدة أولها “تأكيد موقع فرنسا كشريك رئيسي وموثوق للسعودية” وثانيها المساهمة في العمل من أجل حلول دبلوماسية للأزمات التي تضرب المنطقة: لبنان وسوريا وإيران وغزة وحل الدولتين.
“أرى أن الأهداف المعلنة للزيارة تعكس طموح فرنسا في لعب دور محوري في الشرق الأوسط.. تأكيد الشراكة الوثيقة مع السعودية يمكن أن يكون جزءًا من استراتيجية ماكرون لتعزيز تأثير فرنسا في المنطقة” بحسب دبيشي. منوهة إلى أنه من بين الأهداف أيضا المساهمة في إيجاد حلول للأزمات الدبلوماسية – مثل الملف اللبناني والأزمة في غزة – تعكس رغبة باريس في أن تكون وسيطًا فعّالًا في القضايا التي تهم المجتمع الدولي، مع دعم رؤية السعودية حول الاستقرار الإقليمي.
الدولة الخليجية الأكبر
وفيما يتعلق بالاستفادة الفرنسية من الزيارة اقتصاديا من الدولة الخليجية الأكبر، قالت: “بالتأكيد يمكن أن يكون السبب الدعم الاقتصادي أحد الأسباب ولكن ليس السبب الوحيد للزيارة، لإن فرنسا، في ظل التحديات الاقتصادية التي تواجهها، قد ترى في تعزيز التعاون مع المملكة فرصة لتوسيع استثماراتها وجذب شراكات استراتيجية جديدة. فالمملكة تعد واحدة من أكبر المستثمرين العالميين، وزيارة ماكرون تهدف إلى خلق شراكات تفيد الاقتصاد الفرنسي، خاصة في قطاعات التكنولوجيا والطاقة المستدامة”.
وعن زيارة ماكرون لمدينة العلا، أشارت خبيرة العلاقات الدولية إلى أن الزيارة تسلط الضوء على البعد الثقافي في العلاقات الفرنسية-السعودية. فمدينة العلا تُعتبر مشروعًا سعوديًا بارزًا يجمع بين الاقتصاد والثقافة، وفرنسا تُساهم بشكل كبير في تطويره، لا سيما عبر التعاون في مجالات التراث والسياحة، لافتتة إلى أن هذا يعكس رغبة باريس في أن تكون شريكًا رئيسيًا في المشاريع الثقافية الكبرى، إلى جانب تعزيز العلاقات الاقتصادية من خلال الاستثمار في المدن الذكية والمشاريع المستقبلية.