ما هو وعد بلفور؟، سؤال انتشر بقوة على مواقع البحث المختلفة، خاصة جوجل، وكذلك منصات السوشيال ميدي، بالتزامن مع القصف العنيف الذي يشنه جيش الاحتلال الإسرائيلي على المدنيين في قطاع غزة المحاصر، والذي راح ضحيته خلال 25 يوما أكثر من 8 آلاف شهيد معظمهم من الأطفال والنساء.
ما هو وعد بلفور؟
قبل أكثر من 106 أعوام، وقبل أن تنتهي الحرب العالمية الأولى بهزيمة الدولة العثمانية، أرسل وزير الخارجية البريطاني أرثر بلفور يوم 2 نوفمبر 1917 إلى كتابة رسالة إلى المصرفي البريطاني وأحد زعماء اليهود البارون روتشيلد، يعده بمنحه وطن في الشرق الأوسط، لتتم بعد أكبر عملية تطهير عرقي في العصر الحديث بحق الشعب الفلسطيني عام 1948، والتي أدت إلى تهجير 70 % من أبنائه وبناته.
لماذا كان وعد بلفور؟
كثير من المؤرخين أرجعوا وعد بلفور إلى علاقة الصداقة القوية بين وزير الخارجية وقتها آرثر بلفور مع أسرة اليهودي روتشيلد، بينما رأى آخرون أن السبب في هذا الوعد مصالح بريطانيا الاستعمارية مع الحركة الصهيونية وموقع فلسطين الاستراتيجي كبوابة لقارة آسيا، بالإضافة إلى رغبة بريطانيا في كسب تأييد يهود العالم خلال الحرب العالمية الأولى، وللحد من موجات الهجرة اليهودية نحو أوروبا وتحويلها نحو فلسطين. لأن هذه الهجرات تحمل أعباء وعواقب تضر بريطانيا والدول الأوروبية الأخرى بشكل عام.
نص رسالة بلفور
وزارة الخارجية
الثاني من نوفمبر/تشرين الثاني سنة 1917
عزيزي اللورد روتشيلد
يسرني أن أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالته بالتصريح التالي الذي يعبر عن التعاطف مع طموحات اليهود الصهاينة التي تم تقديمها للحكومة ووافقت عليها.
“إن حكومة صاحب الجلالة تنظر بعين العطف إلى تأسيس وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وستبذل قصارى جهدها لتحقيق هذه الغاية، على ألا يجري أي شيء قد يؤدي إلى الإنتقاص من الحقوق المدنية والدينية للجماعات الاخرى المقيمة في فلسطين أو من الحقوق التي يتمتع بها اليهود في البلدان الاخرى أو يؤثر على وضعهم السياسي”.
سأكون ممتنا لك إذا ما أحطتم الاتحاد الصهيوني علما بهذا البيان.
المخلص
آرثر بلفور
عدد اليهود في فلسطين قبل احتلالها
قبل عام 1917، أي وقت صدور وعد بلفور، كان عدد اليهود الموجود في فلسطين لا يتجاوز الـ 30 ألفا من أصل 12 مليون يهودي كتب عليهم الشتات حول العالم، بينما كان عدد السكان العرب في فلسطين في ذلك الوقت حوالي 650 ألف مواطن.