تقارير

كيف يجذب القطاع العقاري في دبي الأثرياء من مصر وتركيا؟

يستفيد القطاع العقاري في دبي من رغبة الأثرياء المصريين والأتراك في حماية ثرواتهم من تقلبات العملة من خلال الاستثمار في العقارات. يعد المطور العقاري في دبي، الذي يعمل على إنشاء أطول برج سكني في العالم، من بين الذين يراهنون على جذب هؤلاء المستثمرين.

وفقًا لمحمد بن غاطي، رئيس شركة بن غاطي للعقارات، التي تتبع القطاع الخاص، فقد صرح لبلومبرج في 29 أغسطس 2024 بأن شركته تخطط لبناء حوالي 12 ألف منزل في دبي خلال العامين المقبلين، بالإضافة إلى 9 آلاف منزل تبنيها حاليًا بتكلفة تصل إلى مليار دولار، والتي من المتوقع أن تكتمل خلال 18 شهرًا، حسب “شبكة رؤية الإخبارية”.

الاستثمار الخارجي

أوضح بن غاطي أن العديد من المستثمرين يبحثون عن فرص لوضع جزء من ثرواتهم خارج بلدانهم كوسيلة لحماية أنفسهم من تقلبات العملة. وقال إن هؤلاء المستثمرين قد فاتتهم الفرصة للاستفادة من مكاسب سوق العقارات في دبي في السنوات الأخيرة.

أفاد بن غاطي بزيادة بنسبة 20% في عدد المشترين من تركيا ومصر مقارنة بالعام الماضي، مما يجعلهم من بين أهم المشترين الدوليين لعقارات شركته.

السياسات النقدية

تأثرت الليرة التركية بشكل كبير بفقدان 95% من قيمتها منذ عام 2012 بسبب السياسات النقدية غير التقليدية، بينما فقد الجنيه المصري 68% من قيمته منذ بداية عام 2022 نتيجة لخفضات العملة المتكررة لمواجهة الأزمة الاقتصادية.

أشار بن غاطي إلى أن سوق العقارات في دبي كان يهيمن عليه المشترون من الهند وبريطانيا وأوروبا، ولكن بعد غزو الكرملين لأوكرانيا، ارتفع ترتيب الروس في قائمة المشترين، إلا أن هذا الاتجاه بدأ يتراجع. ويعتبر توسع قاعدة المشترين الدوليين علامة على أن سوق العقارات في دبي قد يكون على وشك التحرر من دورات الازدهار والانكماش التقليدية.

أسعار الإيجارات والسكن

ارتفعت أسعار المنازل في دبي بنسبة 24% خلال العام المنتهي في يونيو، بينما ارتفعت الإيجارات بنسبة 19%، وفقًا لشركة كوشمان وويكفيلد. منذ عام 2020، ارتفعت القيم بأكثر من 60%.

رغم استمرار ارتفاع الأسعار، هناك إشارات على تباطؤ السوق، حيث أكدت براثيوشا غورابو، رئيسة قسم الأبحاث والاستشارات في إحدى شركات الاستشارات العقارية، أن الأسعار لا تزال ترتفع ولكن بوتيرة أبطأ مقارنة بالعام الماضي. وأضافت أن كمية العرض المتوقعة في السوق خلال العامين إلى الثلاثة أعوام القادمة ستساعد على تلطيف الأسعار والإيجارات.

متوسط الأسعار

بلغ متوسط الإيجار السنوي للفيلا 353,000 درهم (96,100 دولار) حتى مايو، بينما ارتفعت إيجارات الشقق بنسبة 22.2% لتصل إلى 127,000 درهم خلال نفس الفترة.

رغم استقرار معاملات العقارات الجاهزة، لا تزال مبيعات المنازل قيد الإنشاء قوية، حيث ارتفعت الصفقات في سوق “خطة الدفع قبل التسليم” بنسبة 61% عن العام السابق.

شراء الأراضي

في ضوء هذا الطلب المتزايد، قامت شركة بن غاطي بشراء أراضٍ في نخلة جميرا، الجزيرة الصناعية الشهيرة على شكل شجرة قبالة ساحل دبي، بالإضافة إلى أراضٍ في منطقة الخليج التجاري.

وأشار بن غاطي إلى أن المشترين الدوليين، بما في ذلك الأفراد ذوو الثروات الكبيرة، يعبرون عن القيمة التي تقدمها عقارات دبي. كما صرح بأن الشركة تستهدف الفئة الراقية من السوق، حيث تم بيع أكثر من 300 منزل بقيمة 5.4 مليون دولار أو أكثر في الربع الثاني من العام.

أعلنت الشركة أيضًا عن شراكتها مع شركة المجوهرات جاكوب & كو لبناء برج يبلغ ارتفاعه 500 متر، والذي يتوقع أن يتجاوز الرقم القياسي للأبراج السكنية في نيويورك. كما كشفت عن برج يحمل علامة مرسيدس التجارية، حيث ستبلغ تكلفة الشقق فيه 10 ملايين دولار، بالإضافة إلى مشروع مشترك مع بوغاتي يشمل مصاعد لنقل السيارات إلى البنتهاوسات.

قال بن غاطي إن المدينة لا تزال تعتبر “صفقة معقولة للمستثمرين”، حيث يبلغ متوسط سعر القدم المربع في دبي ثلث السعر في لندن وحوالي نصف متوسط السعر في لوس أنجلوس.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى