أخبار العالم

كيف تخدم إيران وإسرائيل المشروع الأمريكي؟

إيران وإسرائيل تتبادلان الأدوار لتحقيق الفوضى في الدول العربية، بينما تهدف إيران للضغط على إسرائيل قبل الانتخابات الأمريكية.

أعلنت وزارة الدفاع الأمريكية (البنتاجون) توجيه موارد إضافية إلى الشرق الأوسط في الأشهر القادمة، مع تزايد القلق من احتمال قيام إيران بالرد قريبًا على الضربات الإسرائيلية في أراضيها، حسب شبكة رؤية الإخبارية.

وأمر وزير الدفاع الأمريكي لويد أوستن بإرسال المزيد من الطائرات الحربية والسفن البحرية إلى منطقة الشرق الأوسط للحفاظ على الوجود الأمريكي في المنطقة.

إجراءات إضافية لتعزيز الدفاع

أمر أوستن أيضًا بإرسال مدمرات إضافية للدفاع ضد الصواريخ الباليستية، وسرب من الطائرات المقاتلة، وطائرات التزود بالوقود، بالإضافة إلى عدد من قاذفات B-52 الأمريكية بعيدة المدى.

وأشار المتحدث باسم البنتاجون، العميد بات رايدر، إلى أن هذه القوات ستبدأ في الوصول في الأشهر المقبلة مع استعداد مجموعة حاملة الطائرات (يو إس إس ابراهام لينكون) للمغادرة. ولم يحدد رايدر عدد القوات الأمريكية التي ستتواجد في المنطقة مع هذه التغييرات، ولكن من المتوقع أن يصل العدد إلى 43,000 جندي أمريكي في المنطقة مؤخرًا.

ويأتي تعزيز الوجود العسكري الأمريكي في الوقت الذي لا تظهر فيه إسرائيل أي علامة على التخفيف من حدة الحرب ضد حماس في غزة، بالإضافة إلى الصراع المستمر ضد حزب الله في لبنان. وفق ما نشرت صحيفة نيويورك تايمز الأمريكية، اليوم السبت 2 نوفمبر 2024.

تحالف لخدمة المشروع الأمريكي

في هذا السياق، صرح أبوبكر أبو المجد، الباحث المتخصص في الشؤون السياسية والاقتصادية في آسيا، لشبكة “رؤية” الإخبارية بأن كلًا من إيران وإسرائيل ليسا مجرد خصمين، بل هما نظامان متخادمان يتبادلان الأدوار لصالح المشروع الأمريكي في الشرق الأوس.. حيث يتعاونان لتحقيق عدم الاستقرار، خاصة في مصر ودول الخليج.

وأضاف أبو المجد أن هناك عملية تبادل أدوار بينهما، فتارة تقدم الطغمة الحاكمة في إيران خدمات تعزز مفهوم القوة والسيطرة، سواء على المستوى الاستخباراتي أو العسكري أو الأمني لصالح الكيان الصهيوني، وأحيانًا تقدم دولة الاحتلال هذه الخدمات للطغمة الحاكمة في إيران.

وحسب أبو بكر، فإن الهدف النهائي هو إحداث أكبر قدر من الفوضى والخراب في الدول العربية، وترك المنطقة في حالة من الفوضى وعدم الاستقرار الأمني والسياسي والاقتصادي، مما يمنع الدول العربية من النهوض بأي شكل من الأشكال”.

إحداث فوضى مستمرة بالدول العربية

أشار أبو المجد إلى أنه في كل عقد من الزمن، تُحدث هذه الأنظمة فوضى، حيث كانت إسرائيل قبل مجيء الخميني هي التي تنفذ هذه الفوضى بالتعاون مع دول كبرى. فمنذ إعلان دولة الاحتلال عام 1948، شهدنا العدوان الثلاثي في الخمسينيات، ثم حرب 1967 واحتلال سيناء والجولان وقطاع غزة والضفة الغربية، ثم حرب 1973، تلتها الحرب بين العراق وإيران في الثمانينات، وغزو الكويت في التسعينيات، واحتلال العراق في الألفينيات، وصولاً إلى الثورات العربية عام 2011، وما زالت الفوضى مشتعلة حتى الآن.

وبالتالي، تدرك هذه الكيانات أنه إذا مر عقد كامل دون صراعات أو فوضى، ستصل الدول العربية إلى حالة من الازدهار الاقتصادي، وهو ما لا تريده هذه الدول.

إيران تهدف للضغط على إسرائيل

يرى أبو بكر أن التهديدات الإيرانية الأخيرة، التي تأتي قبيل الانتخابات، لا تحمل أي قيمة حقيقية، ولن تؤثر على الوضع الراهن. من غير المحتمل حدوث أي تصعيد قبل الانتخابات، خاصة أن النظام الإيراني لا يميل نحو المرشح الجمهوري دونالد ترامب، الذي يُعتبر العدو اللدود لإيران.

وبالتالي، يسعى النظام الإيراني لخدمة مصالح الديمقراطيين، الممثلة في كامالا هاريس، من خلال تهديداته بالرد على إسرائيل، بهدف الضغط على الكيان الصهيوني لإجباره على قبول هدنة عاجلة قبل الانتخابات.

العراق لا يمكن أن يكون مسرح للصراع

وأوضح أن العراق لا يمكن أن يُعتبر جبهة إيرانية للرد على إسرائيل، إذ يوجد فيه قاعدتان أمريكيتان، والعراق بالكامل تحت السيطرة الأمريكية. حتى لو سُمح لبعض الجماعات المسلحة بإرسال بعض الصواريخ أو الطائرات، فإنها ستكون تحت نظر الولايات المتحدة الأمريكية.

والهدف من ذلك هو إرسال رسالة واضحة إلى نتنياهو ليخضع للأوامر والشروط الأمريكية، فهو معروف بميوله نحو ترامب، مما يجعله بعيدًا عن مصالح الديمقراطيين. وبالتالي، تقدّم واشنطن النصائح والخدمات المطلوبة لإيران وأذرعها لتنفيذ مثل هذه العمليات، ومنها الطائرة التي أُرسلت من لبنان إلى غرفة نوم نتنياهو، للضغط عليه حتى لا يقوم بأي فعل يؤثر على مسار الانتخابات الأمريكية، في ظل تقدم هاريس في الولايات الحاسمة.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى