في ظل تصاعد التوترات في منطقة الشرق الأوسط، تستضيف العاصمة السعودية الرياض؛ اليوم الاثنين 11 نوفمبر 2024، قمة عربية إسلامية لمناقشة آخر تطورات الحرب في غزة والتصعيد في لبنان.
وتعقد قمة المتابعة في ضوء توسّع رقعة الحرب وتجاوز عدد الضحايا في غزة إلى أكثر من 43 ألف قتيل، وأكثر من 100 ألف جريح، بحسب وزارة الصحة في غزة، وارتفاع عدد الضحايا في لبنان إلى أكثر من 3 آلاف قتيل، وأكثر من 13 ألف جريح، طبقاً لوزارة الصحة اللبنانية.
قمة عربية لبحث أزمة غزة
تعقد القمة كامتداد للقمة التي استضافتها الرياض في 11 نوفمبر 2023، والتي شهدت حضور قادة أكثر من 50 دولة عربية وإسلامية. تهدف القمة الحالية إلى متابعة نتائج القمة السابقة ومواصلة جهود وقف إطلاق النار، بالإضافة إلى تسهيل إيصال المساعدات الإنسانية العاجلة، ومناقشة استمرار تصعيد العدوان الإسرائيلي على الأراضي الفلسطينية ولبنان.
وعكست القمة الأولى استجابة سريعة من السعودية للأحداث الجارية، حيث صدرت عنها سلسلة من القرارات الحاسمة، أبرزها إدانة العدوان الإسرائيلي ورفض تبريره تحت أي ذريعة. دعت القمة إلى فرض وقف فوري للحرب ودعم المجتمع الدولي لهذه الدعوات. على الجانب الإنساني، طالبت القمة بكسر الحصار عن غزة وفرض إدخال المساعدات الإنسانية، إضافة إلى الدعوة لوقف توريد الأسلحة المستخدمة في تدمير المنشآت المدنية.
حراك دبلوماسي من أجل السلام
في القمة السابقة، تم تشكيل لجنة وزارية برئاسة وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان، وعضوية وزراء خارجية عدة دول عربية وإسلامية، عملت اللجنة على تنظيم جولات دبلوماسية شملت عواصم دولية مؤثرة، لا سيما دول مجلس الأمن، للتوصل إلى حلول توقف التصعيد وتعزز السلام.
وساهمت الجهود الدبلوماسية في تحقيق تقدم ملموس، بما في ذلك زيادة عدد الدول المعترفة بدولة فلسطين إلى 143 دولة، واعتماد الجمعية العامة للأمم المتحدة قرارًا بقبول فلسطين كعضو كامل الحقوق في مايو الماضي.
إطلاق تحالف دولي لدعم حل الدولتين
في ديسمبر الماضي، أعلنت السعودية بالتعاون مع الاتحاد الأوروبي والنرويج عن إنشاء “التحالف الدولي لتنفيذ حل الدولتين”، الذي يضم 90 دولة. استضافت الرياض أول اجتماع للتحالف هذا الشهر، وركز الاجتماع على خطوات وقف إطلاق النار ودعم عملية السلام، إضافة إلى مباحثات حول دعم المؤسسات الفلسطينية وتحديد جدول زمني لإعلان الدولة الفلسطينية.
ومن المتوقع أن تعزز قمة المتابعة المقبلة في الرياض الجهود الدولية الرامية لتحقيق السلام، مع التركيز على توسيع التحالف الدولي ودعم المؤسسات الفلسطينية. كما يُنتظر أن تصدر القمة قرارات تعزز الدور العربي والإسلامي في مساندة الشعب الفلسطيني، مما يكرس ريادة الرياض في قيادة الحراك الدولي نحو تحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة.
إحياء حل الدولتين
من جانبه، يقول أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس، والقيادي بحركة فتح، الدكتور أيمن الرقب، إن المنطقة والعالم يشهدان تطورات هامة تتطلب تحركات جدية، لافتًا إلى أن المجموعة العربية والإسلامية تسعى جاهدة لإحياء حل الدولتين ووضع آليات لتنفيذه، على الرغم من تعنت الاحتلال الإسرائيلي.
الدعم الإماراتي لغزة
ويضيف الرقب في تصريحات خاصة لـ”شبكة رؤية الإخبارية”، أن الجهود المبذولة حتى الآن لم تنجح في تحقيق آليات فعالة لتنفيذ هذا الحل، في ظل وجود حكومة إسرائيلية يمينية متطرفة أعلنت في فبراير ويوليو الماضيين رفضها القاطع لقيام الدولة الفلسطينية، مع استمرارها في شن حرب إبادة جماعية ضد الشعبين الفلسطيني واللبناني.
الأوضاع في غزة
أشار الرقب إلى أن القمة العربية الإسلامية المنعقدة في الرياض تأتي في ظروف شديدة التعقيد، حيث تتصدر أولوياتها الأوضاع في غزة ولبنان وضرورة العمل على وقف الحرب فيهما. ولفت إلى أن الرئيس الأمريكي الجديد، دونالد ترامب، المعروف بمواقفه المتشددة في هذا الملف، أعرب عن عزمه على توسيع دولة إسرائيل خلال اجتماعه مع الجاليات اليهودية في الولايات المتحدة.
وتوقع الرقب أن تؤكد الدول العربية خلال القمة على موقفها الرافض للتطبيع مع إسرائيل إلا بعد قيام الدولة الفلسطينية، وهو موقف تدعمه المملكة العربية السعودية، داعيًا إلى تشكيل لجنة لتحقيق المصالحة الفلسطينية ووضع آليات واضحة للتعامل مع اليوم التالي للحرب في غزة، مشيرًا إلى ضرورة تدخل جامعة الدول العربية لتفعيل خطوات عملية نحو المصالحة، وعدم ترك الأمور رهينة للخلافات بين الفصائل الفلسطينية.