أخبار

جنود الاحتلال في مرمى الملاحقات القانونية بالخارج

تشهد إسرائيل تزايدًا ملحوظًا في محاولات استهداف جنود جيشها قانونيًا في الخارج، ما يثير قلقًا داخل أوساطها الأمنية والسياسية.

وتأتي هذه المحاولات في سياق اتهامات بارتكاب جرائم حرب ضد الفلسطينيين، خصوصًا خلال العمليات العسكرية في غزة، وتتعدد الأطراف الدولية التي تسعى لمساءلة الجنود الإسرائيليين، ما يضع حكومة الاحتلال في موقف حرج أمام المجتمع الدولي، حسب شبكة رؤية الإخبارية.

شكاوى وتحقيقات

أفادت هيئة البث الإسرائيلية، نقلًا عن مصادر أمنية، بأن عدد الشكاوى المقدمة ضد جنود الاحتياط الإسرائيليين في الخارج بلغ نحو 50 شكوى، كما تم فتح تحقيقات في 10 دول مختلفة دون تسجيل أي حالة اعتقال حتى الآن، وأضافت الهيئة أن هذه القضايا تُعالج بشكل فردي، خاصة بالنسبة للجنود ذوي الجنسية المزدوجة، وتُعتبر دول مثل جنوب أفريقيا من بين الدول الإشكالية في هذا السياق.

وفي حالة حديثة، تمكن جندي إسرائيلي من الهروب من البرازيل قبل اعتقاله متجهًا إلى تل أبيب، الأحد 5 يناير 2025، والجدير بالذكر أن السلطات القضائية البرازيلية كانت أصدرت أمر توقيف عاجل بحقه بناءً على شكوى قدمتها مؤسسة حقوقية تتعلق بجرائم ارتكبها في غزة.

تحركات إسرائيلية لمواجهة الأزمة

حسب صحيفة يديعوت أحرونوت، عقد وزير الخارجية الإسرائيلي، جدعون ساعر، اجتماعًا مع وزراء المجلس الوزاري المصغر للشؤون السياسية والأمنية لمناقشة سبل حماية اليهود والإسرائيليين في الخارج، وتم إصدار توجيهات بوضع إجراءات واضحة للتعامل مع هذه القضايا، مع التشديد على مراقبة المنظمات الحقوقية التي تعمل على استهداف جنود الجيش الإسرائيلي.

بالإضافة إلى ذلك، أوعز ساعر بمنع نشر الجنود الإسرائيليين أي توثيقات لعملياتهم العسكرية على وسائل التواصل الاجتماعي، في محاولة للحد من استغلال هذه المواد من قبل المنظمات الحقوقية الدولية.

ردود الفعل الداخلية

وصف زعيم المعارضة الإسرائيلية، يائير لبيد، حادثة هروب الجندي من البرازيل بالفشل الدبلوماسي الكبير، منتقدًا الحكومة الحالية لعجزها عن توفير الحماية اللازمة للجنود، كما تساءل لبيد عن الأسباب التي جعلت الفلسطينيين يظهرون بموقف أقوى على الساحة الدولية مقارنة بالحكومة الإسرائيلية.

أما عائلات الجنود الإسرائيليين، فقد أبدت استياءها من عدم كفاية جهود الحكومة في حماية أبنائها، وأرسلت أمهات جنود رسالة إلى رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، ورئيس الأركان، هرتسي هاليفي، محذرات من خطر المحاكم الدولية على الجنود الإسرائيليين، خاصة في ظل التراجع في استقلالية القضاء الإسرائيلي.

الأبعاد القانونية والدولية

من جهة أخرى، يرى خبراء القانون الدولي أن إسرائيل تواجه تحديات كبيرة في حماية جنودها من الملاحقات القانونية، مستبعدين قدرة إسرائيل على حماية جنودها المتهمين بارتكاب جرائم حرب إضافة إلى افتقار المنظومة القضائية الإسرائيلية للمصداقية.

وتُشكل هذه التطورات تحديًا جديدًا لإسرائيل، حيث تجد نفسها في مواجهة ضغوط دولية متزايدة، بالتزامن مع تصاعد الانتقادات الداخلية لفشل الحكومة في حماية جنودها، وفي ظل استمرار هذه الملاحقات، تبدو إسرائيل مضطرة لتكثيف جهودها الدبلوماسية والقانونية لتخفيف تداعيات الأزمة على المستوى الدولي والمحلي.

اقرأ أيضا

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى