
يعد إيلون ماسك، رجل الأعمال الطموح والمبتكر، واحدًا من أغنى الشخصيات في العالم حاليًا، رحلته نحو الثروة والنجاح لم تكن سهلة، بل كانت مليئة بالتحديات والمغامرات الجريئة في عالم التكنولوجيا والفضاء والطاقة المتجددة.
في هذا المقال، سنستعرض كيف بدأ ماسك رحلته، وما هي المشروعات التي جعلته مليارديرًا، وكيف استمر في توسيع نطاق نجاحه حتى أصبح رمزًا للابتكار والريادة.
الشغف بالتكنولوجيا والبرمجة
بحسب صحيفة “نيويورك تايمز” في تقرير نشر الأربعاء 26 فبراير 2025، وُلد إيلون ماسك في جنوب إفريقيا عام 1971، ومنذ صغره، كان شغوفًا بالتكنولوجيا والبرمجة، حيث تعلم البرمجة بنفسه عندما كان عمره 12 عامًا.
لم يكتفِ بالتعلم فقط، بل ابتكر لعبة فيديو تُدعى Blastar وباعها مقابل 500 دولار، مما كشف عن موهبته المبكرة في ريادة الأعمال.
بعد إنهاء دراسته الثانوية، انتقل إلى كندا ومن ثم إلى الولايات المتحدة لمتابعة دراسته الجامعية، التحق بجامعة بنسلفانيا، حيث درس الفيزياء والاقتصاد، وهو ما ساعده لاحقًا في اتخاذ قرارات ذكية في الاستثمار وإدارة الشركات.
الخطوة الأولى تأسيس Zip2
كانت أولى خطوات ماسك في عالم الأعمال عندما أسس شركة Zip2 في منتصف التسعينيات. كانت هذه الشركة تعمل على تطوير أدلة الأعمال عبر الإنترنت، وساعدت الصحف الكبرى في توفير خرائط ودلائل إعلانية رقمية.
نجحت الشركة بشكل كبير، وفي عام 1999، باع ماسك حصته في Zip2 لشركة Compaq مقابل 307 ملايين دولار، مما منحه أول ثروة كبيرة في حياته.
باي بال.. ثورة بالمعاملات المالية
بعد نجاحه الأول، لم يتوقف ماسك عن الابتكار، وأسس شركة X.com، وهي منصة مالية عبر الإنترنت.
لاحقًا، اندمجت الشركة مع Confinity، وأعيد تسميتها إلى PayPal، التي أصبحت رائدة في مجال المدفوعات الإلكترونية. في 2002، استحوذت شركة eBay على PayPal مقابل 1.5 مليار دولار، وحصل ماسك على 180 مليون دولار من الصفقة.
بدلًا من الاستمتاع بثروته، قرر ماسك المخاطرة بكل ما لديه واستثمر أمواله في مشاريع جديدة.
في عام 2004، انضم إلى شركة Tesla Motors كمستثمر رئيسي، وأصبح فيما بعد الرئيس التنفيذي، رغم التحديات المالية التي واجهت تسلا، نجح ماسك في تحويلها إلى أكبر شركة لصناعة السيارات الكهربائية في العالم، حيث أحدثت سيارات تسلا ثورة في سوق النقل المستدام.
سبيس إكس.. الطموح نحو الفضاء
في 2002، أسس ماسك SpaceX بهدف تقليل تكاليف السفر إلى الفضاء وجعل الرحلات الفضائية متاحة للبشر.
رغم الإخفاقات الأولى، نجحت الشركة في تطوير صواريخ قابلة لإعادة الاستخدام، وأصبحت المورد الرئيس لوكالة ناسا لإرسال المركبات الفضائية إلى محطة الفضاء الدولية.
لم يكتفِ ماسك بالسيارات الكهربائية والصواريخ، بل توسع إلى مجالات جديدة.
أسس Neuralink لتطوير واجهات تربط الدماغ البشري بالذكاء الاصطناعي، وThe Boring Company لحفر الأنفاق وتطوير أنظمة نقل سريعة، وأطلق مشروع Starlink لتوفير الإنترنت الفضائي حول العالم.
بفضل نجاح تسلا وسبيس إكس، وصلت ثروة ماسك إلى مستويات قياسية، وحسب مؤشر “بلومبرج” للمليارديرات، يبلغ صافي ثروة “ماسك” حاليًا 358 مليار دولار، لكن ما يميّز ماسك ليس فقط ثروته، بل طموحه المستمر في تغيير العالم من خلال التكنولوجيا والابتكار.
إيلون ماسك ليس مجرد رجل أعمال، بل هو رمز للابتكار والمثابرة، رحلته من شاب مهووس بالتكنولوجيا إلى واحد من أكثر الشخصيات تأثيرًا في العالم تُثبت أن الشغف والمخاطرة والعمل الجاد يمكن أن يصنعوا النجاح، ولا يزال ماسك يواصل استكشاف آفاق جديدة، ويطمح إلى تحقيق حلمه الأكبر: جعل البشرية قادرة على العيش على كواكب أخرى.