يسعى الرئيس الأمريكي جو بايدن، إلى تبني خطة لتعزيز انتشار المركبات الكهربائية في الولايات المتحدة، لكن تعريفاته الجمركية على الواردات الصينية وارتفاع الأسعار يقوضان خطته ويرفعان تكاليف تصنيع هذا النوع من السيارات.
مبيعات السيارات الكهربائية
تخطط الولايات المتحدة لزيادة نسبة مبيعات السيارات الكهربائية إلى النصف من إجمالي مبيعات المركبات في البلاد، بحلول العام 2030، لكن ثمة عراقيل تعترض تلك الخطة، أبرزها ارتفاع أسعار المركبات الكهربائية، بحسب تقرير لـ”شبكة رؤية الإخبارية”.
وكان من الممكن توفير سيارة كهربائية في أمريكا بسعر 25 ألف دولار لتكون مغرية، لكن 5 نماذج كهربائية جديدة تم طرحها بالأسواق العام 2024، تبلغ أقلها سعرًا نحو 40 ألف دولار، بحسب صحيفة “فاينانشال تايمز” اليوم الأربعاء 19 يونيو 2024.
أسعار الفائدة
قال خبراء رغم الهدف الطموح للرئيس جو بايدن والمتمثل في جعل السيارات الكهربائية تمثل نحو نصف المبيعات الإجمالية لمختلف السيارات الجديدة في الولايات المتحدة بحلول عام 2030، لكن هذا الهدف صعب تحقيقه مع بلوغ النسبة نحو 9.5% خلال العام الماضي.
وأضافوا أن أبرز تلك العراقيل، هي ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية حاليًا، فضلاً عن أسعار الفائدة المرتفعة والتي تجعل الاقتراض عاملاً صعبًا، وهي أسباب تضافرت مع المخاوف بشأن نطاق القيادة لعدم وفرة البنية التحتية لشحن ذلك النوع من المركبات.
تكنولوجيا السيارات
رغم أن تكنولوجيا السيارات الكهربائية لا تزال تتحسن وشعبيتها تتزايد، لكن تباطأ نمو المبيعات دفع العديد من شركات صناعة السيارات إلى إعادة النظر في خطط التصنيع، ما يؤدي إلى خفض أعداد السيارات الكهربائية مع عدم قدرة الشركات على توفير السيارات الهجينة أيضًا.
وتقع شركات تصنيع السيارات في الولايات المتحدة في أزمة، بسبب ضرورة مواكبة سياسة الرئيس الأمريكي الهادفة إلى ضرورة مواجهة تغيرات المناخ، فضلاً عن مخاوف خفض الإنتاج من أجل حماية الوظائف الأمريكية وعدم زيادة البطالة.
انبعاثات الغازات
تعهد بايدن بخفض انبعاثات الغازات الدفيئة في الولايات المتحدة إلى معدلات تتراوح بين 50-52% بحلول العام 2030، مع اعتماد السيارات الكهربائية والرهان عليها بشكل كبير كجزء كبير من هذا الطموح.
ويريد الرئيس الأمريكي تحقيق ذلك دون اللجوء إلى الواردات من الصين، وهي أكبر منتج للسيارات الكهربائية في العالم واللاعب المهيمن في العديد من المواد الخام التي تدخل في تصنيعها، كما وضعت واشنطن سياسة صناعية تضرب الشركات المصنعة الصينية للسيارات والبطاريات والمكونات الأخرى بتعريفات عقابية، وتقيد الحوافز الضريبية الفيدرالية للمستهلكين الذين يشترون منتجاتهم.
سيارة تسلا
قال أمين عام رابطة مصنعي السيارات في مصر، خالد سعد الدين، إن الصين ستظل في صدارة الدول الأكبر في تصنيع السيارات الكهربائية وستتفوق على الولايات المتحدة، خاصة أن أسعار سيارات بكين أرخص بكثير من سيارات واشنطن، فضلاً عن وفرة الخامات ومستلزمات الإنتاج لديها.
وأضاف في تصريحات خاصة لـ شبكة رؤية الإخبارية”، أن المبيعات الأكثر في سيارات الصين الكهربائية ستكون من نصيب شركة “بي واي دي”، بجانب أن تسلا سيظل لها الأفراد الراغبين في اقتنائها على الرغم من ارتفاع سعرها.
أسعار السيارات الكهربائية
يرى خبراء أن مثل هذه الإجراءات الحمائية، ستؤدي إلى ارتفاع أسعار السيارات الكهربائية للمستهلكين الأمريكيين، وقد يؤدي ذلك إلى توقف المبيعات، وبالتالي ستظل الولايات المتحدة خلف الصين وأوروبا في اعتماد المركبات الكهربائية، مما يشير إلى حدوث أزمة ليس فقط بأهداف إدارة بايدن ولكن أيضًا الإقبال العالمي على المركبات الكهربائية.
وحسب تقارير عالمية، فإنه ما بين 75 و95% من سيارات الركاب الجديدة المباعة بحلول عام 2030 يجب أن تكون كهربائية إذا أردنا تحقيق أهداف اتفاق باريس، بحسب صحيفة فاينانشال تايمز.
شحن السيارات الكهربائية
قال إيفريت إيسنستات، وهو مسؤول كبير سابق في الممثل التجاري الأمريكي، إن الإجراءات الأمريكية تؤدي إلى إبطاء تبني السيارات الكهربائية في الولايات المتحدة، موضحًا: “نحن لا ننتج السيارات الكهربائية التي يريدها المستهلكون بالسعر المناسب لهم”.
كما أنه تواجه السيارات الكهربائية عوائق أخرى أمام اعتمادها على نطاق واسع في أمريكا، ولا تزال القدرة على تحمل التكاليف، والافتقار إلى البنية التحتية للشحن، والقلق بشأن مدى وفرتها، مخاوف بالنسبة لمشتري السيارات في الولايات المتحدة، بحسب “فاينانشال تايمز”.