أخبار العالم

الانتخابات الأمريكية 2024.. الدولار حائر بين هاريس وترامب

شهد الدولار الأمريكي انخفاضًا في الأسواق المالية قبيل الانتخابات الأمريكية التي بدأت يوم الثلاثاء 5 نوفمبر 2024، وذلك بعد نتائج استطلاعات الرأي التي أظهرت تراجعًا في حظوظ الرئيس السابق دونالد ترامب في الأيام الأخيرة، وفقًا لمونت كارلو.

ورغم محاولات دول “بريكس” وبعض الدول الأخرى التي تسعى لتقليل اعتمادها على الدولار، لا يزال هذا الأخير يحتفظ بمكانة مركزية في النظام المالي العالمي، حيث يُستخدم في نحو 40% من المعاملات الدولية، ويظل العملة الرئيسية في تسعير الصادرات عالميا، حسب شبكة رؤية الإخبارية.

استمرار الهيمنة الأمريكية

في الدول التي تشهد تدهورًا في الثقة في عملاتها المحلية، مثل لبنان وجمهورية الكونغو الديمقراطية وفنزويلا، يبقى الدولار الأمريكي بديلاً جذابًا. وعلى مستوى الاحتياطات النقدية العالمية، تفضل البنوك المركزية الاحتفاظ بالدولار لضمان استقرار عملاتها المحلية وتغطية عجز ميزان مدفوعاتها، حيث يشكل الدولار حوالي 60% من احتياطيات النقد الأجنبي العالمية. ورغم انخفاض هذه النسبة قليلاً في السنوات الأخيرة، تبقى مرتفعة مقارنة بحجم الاقتصاد الأمريكي الذي يمثل نحو ربع الناتج المحلي الإجمالي العالمي. والسؤال الأبرز الآن هو: ما تأثير سياسات كل من هاريس وترامب على مستقبل الدولار؟

ترامب وسياسة الدولار الضعيف

الرئيس السابق والمرشح الرئاسي، دونالد ترامب، أعاد التأكيد على رغبته في خفض قيمة الدولار، مشيرًا في تصريحات سابقة إلى أنه يرى أن “الولايات المتحدة تواجه مشكلة كبيرة في عملتها”.

إلا أن بعض سياساته قد تؤدي إلى زيادة قيمة الدولار، مثل فرض قيود صارمة على الهجرة ورفع الرسوم الجمركية على الواردات، ما قد يؤدي إلى زيادة التضخم. هذه السياسات قد تدفع الاحتياطي الفيدرالي إلى رفع أسعار الفائدة أو على الأقل الإبقاء عليها مرتفعة، ما يساهم في تعزيز قيمة الدولار مقابل العملات الأخرى، على المدى القصير على الأقل.

كامالا هاريس وسياسات الدولار

أما في حال فوز المرشحة الديمقراطية كامالا هاريس، فقد تؤدي بعض اقتراحاتها، مثل تقديم مساعدات بقيمة 25,000 دولار للأمريكيين لأول مرة لشراء منازل، إلى رفع الأسعار. كما أن تعهداتها بتخفيض تكاليف الأدوية وإلغاء الضرائب على الإكراميات قد تحفز الاستهلاك. لكن تنفيذ هذه السياسات سيعتمد على مدى الدعم الذي ستلقاه من الكونغرس، الذي يُتوقع أن يشهد تنافسًا حادًا.

ويعتقد المحللون أن الاحتياطي الفيدرالي قد يواصل سياسة خفض أسعار الفائدة إذا فازت هاريس، في ظل الانخفاض الملحوظ في معدلات التضخم مؤخرًا، مما قد يؤدي إلى انخفاض قيمة الدولار على المدى القصير.

تأثير الدولار على الاقتصاد العالمي

يُسهم الدولار “الضعيف” في جعل المنتجات الأمريكية أكثر جذبًا للأسواق العالمية، مما يعزز الصادرات الأمريكية. وفي المقابل، يسهم الدولار “القوي” في خفض تكلفة السلع المستوردة بالنسبة للأمريكيين (إلا إذا نفذ ترامب وعوده بفرض رسوم على الواردات). أما بالنسبة للدول النامية، فإن الدولار القوي يشكل عبئًا إضافيًا على وارداتها، مما يرفع معدلات التضخم لديها.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

زر الذهاب إلى الأعلى